بالنسبة للعديد من الأفراد، تعتبر القهوة المشروب الأول الذي يتناولونه في الصباح وغالبًا ما تكون الخيار المفضل لتعزيز الطاقة خلال فترة ما بعد الظهيرة. نحب تناولها محضرة ومطعمة، ومقدمة بطرق متعددة وفاخرة في أي وقت من اليوم أو الليل. إنها القهوة. ووفقًا لأحدث الأبحاث، قد يكون لهذا المشروب بعض الفوائد المهمة لصحة القلب.
وفقًا للأبحاث الحديثة التي أجرتها الكلية الأمريكية لأمراض القلب، يبدو أن استهلاك القهوة لا يُظهر تأثيرات سلبية على غالبية محبيها، بل قد يكون له بعض الفوائد الصحية العامة. بالإضافة إلى ذلك، في دراسة أجرتها مؤسسة هارفارد للصحة العامة، شملت 130,000 متطوع (من الرجال والنساء) في الأربعينيات والخمسينيات من العمر، لم يجد الباحثون أي علاقة بين استهلاك القهوة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.
بالنسبة لأمراض القلب على وجه الخصوص، تشير الكلية الأمريكية لأمراض القلب إلى أن القهوة لا تؤثر على اضطراب ضربات القلب (عدم انتظام ضربات القلب)، وقد تقلل في الواقع من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
كما وجد الباحثون أن القهوة قد يكون لها تأثير إيجابي على مرض السكري من النوع الثاني، حيث تساعد في التحكم في مستويات السكر في الدم. وتشير هذه الدراسات إلى أن شرب ما يصل إلى ستة أكواب يوميًا يعد حدًا مقبولًا، بشرط أن تكون القهوة مفلترة وليست مغلية، حيث أظهرت الأبحاث أن تصفية القهوة عبر الورق تزيل مركبًا يساهم في زيادة مستويات الكوليسترول الضار (LDL).
وفي حين أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث، يقدم الأطباء بعض التوجيهات لمتناولي القهوة:
لا تبدأ في شرب القهوة إذا كنت لا تتناولها حاليًا، فقد يكون لها تأثير سلبي على ضغط الدم. وإذا كنت من شاربي القهوة بالفعل، فعليك الحد من استهلاكك إلى ما لا يزيد عن ستة أكواب يوميًا.
يُفضل شرب القهوة المفلترة عبر ورق الترشيح بدلاً من القهوة المحضرة دون تصفية. فالفلتر يزيل بعض المركبات التي يعتقد الباحثون أنها قد تكون ضارة بمستويات الكوليسترول في الدم.
تجنب إضافة السكر أو الكريمة المخفوقة وغيرها من الإضافات الدهنية إلى القهوة. هذا يتعلق باستهلاك السعرات الحرارية، حيث تحتوي بعض القهوة المضاف إليها نكهات على أكثر من 500 سعرة حرارية، وهو ما لا يدركه العديد من الأشخاص.
قلل من استهلاك القهوة، أو استبدلها بالقهوة الخالية من الكافيين (ديكاف)، إذا كنت تشعر بالقلق أو تعاني من صعوبة في النوم أو حرقة خفيفة في المعدة، حيث يمكن أن تسهم القهوة في تفاقم هذه الأعراض.
بالنسبة لمعظم البالغين الأصحاء، يمكن أن يكون استهلاك القهوة بشكل معتدل جزءًا من نظام غذائي ونمط حياة صحي. أما بالنسبة للأشخاص الذين قد يعانون من آثار جانبية سلبية، فإن التحول إلى القهوة الخالية من الكافيين يعد بديلًا جيدًا للاستفادة من فوائد القهوة دون تأثيرات غير مرغوب فيها.
لذا، يمكنك تناول قهوتك في الصباح الباكر، أو خلال فترة ما بعد الظهيرة، وجرب القهوة الخالية من الكافيين لتجنب القلق ومشاكل النوم. ولكن من الأفضل أن تبقي قهوتك بسيطة لتجنب تأثيرها السلبي على نظامك الغذائي وبرنامج التمارين الصحية.
استمتع بشرب القهوة بكل راحة.
Comments